Status Hadits Lawlaka Ma Khalaqtul Aflak
Status Hadits Lawlaka Ma Khalaqtul Aflak
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن مقولة «لولاك ما خلقت الأفلاك» ليست حديثًا صحيحًا عن الرسول -صلى الله عليه وسلم، موضحًا أي «لولا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ما خلق الله الخلق».
وأوضح «جمعة»، خلال لقائه ببرنامج «والله أعلم»، المذاع على فضائية «سي بي سي»، أن تلك العبارة معناها صحيح ولا يتناقض مع الإسلام وأصول العقيدة وأساسيات التوحيد، بل تؤكده وتدعمه خاصة إذا فهمت بالشكل الصحيح.
وأشار إلى أن المقولة لا يقصد بها بأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- مثيل أو نظير لله تعالى، وإنما الرسول -صلى الله عليه وسلم- كفء للكون وليس لله، فهو سيد ولد آدم.
وتابع: أن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ» (الذاريات 56)، فخلق الله تعالى الكون من أجل العبادة، والعبادة لا تحقق إلا بالعابدين، وأفضل العابدين هو سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- فهو عنوان العبادة وعنوان التوحيد كما أن الآية تتكلم عن الجن والإنس ولا تتكلم عن الخلق أجمعين، أما باقي ما في السموات والأرض فهو مخلوق لخدمة الإنسان قال تعالى: «وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» (الجاثية 13): وسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- هو عنوان الإنسانية بل هو الإنسان الكامل، ولقد خاطبه ربه بذلك قائلًا له سبحانه: «يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فملاقيه» (سورة الانشقاق: 6).
***
(لو لاك ما خلقت الأفلاك)
ذكره الشوكاني في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" (ص 326) وقال :
قال الصغاني : موضوع اهـ
قال الألباني في "السلسلة الضعيفة" (282) : موضوع اهـ
ومنها : ما رواه الحاكم عن ابن عباس قال :
أوحى الله إلى عيسى عليه السلام : يا عيسى آمن بمحمد ، وأمر من أدركه من أمتك أن يؤمنوا به ، فلولا محمد ما خلقت آدم ، ولولا محمد ما خلقت الجنة والنار ، ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فسكن .
قال الحاكم : صحيح الإسناد !! وتعقبه الذهبي بقوله :
أظنه موضوعاً على سعيد اهـ .
يعني : سعيد بن أبي عروبة (أحد رواة هذا الحديث) ، وقد روى هذا الحديث عنه عمرو بن أوس الأنصاري وهو المتهم بوضع هذا الحديث ، وقد ذكره الذهبي في "الميزان" وقال : أتى بخبر منكر ، ثم ساق هذا الحديث ، وقال : وأظنه موضوعاً. ووافقه الحافظ ابن حجر كما في "اللسان" .
وقال الألباني في "السلسلة الضعيفة" (280) : لا أصل له اهـ .
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
هل الحديث الذى يذكره بعض الناس : لولاك ما خلق الله عرشاً ولا كرسياً ولا أرضاً ولا سماء ولا شمسا ولا قمرا ولا غير ذلك صحيح هو أم لا ؟
فأجاب :
محمد صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم ، وأفضل الخلق وأكرمهم عليه ، ومن هنا قال من قال : إن الله خلق من أجله العالم . أو أنه لولا هو لما خلق عرشا ولا كرسيا ولا سماء ولا أرضا ولا شمسا ولا قمرا .
لكن ليس هذا حديثا عن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم لا صحيحا ولا ضعيفا ، ولم ينقله احد من أهل العلم بالحديث عن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم ، بل ولا يعرف عن الصحابة بل هو كلام لا يُدْرَى قائله اهـ. مجموع الفتاوى (11/86-96) .